شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان

صفحة 59 - الجزء 16

  كما حمل المهد الصبي وقبلها ... ذعرت أسود الغيل بالنزوان

  ولي بعدها أخرى تسمى جنازة ... جنيبة يوم للمنية دان

  تسير على أقدام أربعة إلى ... ديار البلى معدودهن ثمان

  وإني على عيث الردى في جوارحي ... وما كف من خطوي وبطش بناني

  وإن لم يدع إلا فؤادا مروعا ... به غير باق من الحدثان

  تلوم تحت الحجب ينفث حكمه ... إلى أذن تصغي لنطق لسان

  لأعلم أني ميت عاق دفنه ... ذماء قليل في غد هو فان

  وإن فما للأرض غرثان حائما ... يراصد من أكلي حضور أوان

  به شره عم الورى بفجائع ... تركن فلانا ثاكلا لفلان

  غدا فاغرا يشكو الطوى وهو راتع ... فما تلتقي يوما له الشفتان

  إذا عاضنا بالنسل ممن نعوله ... تلا أولا منه بمهلك ثان

  إلى ذات يوم لا ترى الأرض وارثا ... سوى الله من إنس تراه وجان

  قوله تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي أي دون الهموم التي قد كانت تعتريني لأجل أحوال الناس.

  فصدقني رأيي يقال صدقته كذا أي عن كذا وفي المثل صدقني سن بكره لأنه لما نفر قال له هدع وهي كلمة تسكن بها صغار الإبل إذا نفرت والمعنى أن هذا الهم صدقني عن الصفة التي يجب أن يكون رأيي عليها وتلك الصفة هي ألا يفكر في