بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان
  أمر شيء من الموجودات أصلا إلا الله تعالى ونفسه وفوق هذه الطبقة طبقة أخرى جدا وهي ألا تفكر في شيء قط إلا في الله وحده وفوق هذه الطبقة طبقة أخرى تجل عن الذكر والتفسير ولا تصلح لأحد من المخلوقين إلا النادر الشاذ وقد ذكرها هو فيما سبق وهو ألا يفكر في شيء أصلا لا في المخلوق ولا في الخالق لأنه قد قارب أن يتحد بالخالق ويستغني عن الفكر فيه.
  قوله وصرفني عن هواي أي عن هواي وفكري في تدبير الخلافة وسياسة الرعية والقيام بما يقوم به الأئمة.
  قوله # وصرح لي محض أمري يروى بنصب محض ورفعه فمن نصب فتقديره عن محض أمري فلما حذف الجار نصب ومن رفع جعله فاعلا وصرح كشف أو انكشف.
  قوله فأفضى بي إلى كذا ليس بمعنى أنه قد كان من قبل يمازج جده باللعب بل المعنى أن همومه الأولى قد كانت بحيث يمكن أن يتخللها وقت راحة أو دعابة لا يخرج بها عن الحق كما كان رسول الله ÷ يمزح ولا يقول إلا حقا فالآن قد حدث عنده هم لا يمكن أن يتخلله من ذلك شيء أصلا ومدار الفرق بين الحالتين أعني الأولى والثانية على إمكان اللعب لا نفس اللعب وما يلزم من قوله أفضى لك بي هذا الهم إلى انتفاء إمكان اللعب أن تكون همومه الأولى قد كان يمازجها اللعب ولكن يلزم من ذلك أنها قد كانت يمكن ذلك فيها إمكانا محضا على أن اللعب غير منكر إذا لم يكن باطلا ألا ترى إلى قول النبي ÷ المؤمن دعب لعب وكذلك القول في قوله وصدق لا يشوبه كذب أي لا يمكن أن يشوبه كذب وليس المراد بالصدق والكذب هاهنا مفهومهما المشهورين بل هو من قولهم صدقونا اللقاء ومن قولهم حمل عليهم فما كذب قال زهير