بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان
  فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ اَلْعَشْوَاءَ وَتَتَوَرَّطُ اَلظَّلْمَاءَ وَلَيْسَ طَالِبُ اَلدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَاَلْإِمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ أمره أن يقتصر على القيام بالفرائض وأن يأخذ بسنة السلف الصالح من آبائه وأهل بيته فإنهم لم يقتصروا على التقليد بل نظروا لأنفسهم وتأملوا الأدلة ثم رجعوا آخر الأمر إلى الأخذ بما عرفوا والإمساك عما لم يكلفوا.
  فإن قلت من سلفه هؤلاء الذين أشار إليهم قلت المهاجرون الأولون من بني هاشم وبني المطلب كحمزة وجعفر والعباس وعبيدة بن الحارث وكأبي طالب في قول الشيعة وكثير من أصحابنا وكعبد المطلب في قول الشيعة خاصة.
  فإن قلت فهل يكون أمير المؤمنين # نفسه معدودا من جملة هؤلاء قلت لا فإنه لم يكن من أهل المبادئ والجمل المقتصر بهم في تكليفهم العقليات على أوائل الأدلة بل كان سيد أهل النظر كافة وإمامهم.
  فإن قلت ما معنى قوله لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم قلت لأنهم إذا تأملوا الأدلة وفكروا فيها فقد نظروا لأنفسهم كما ينظر الإنسان لنفسه ليخلصها من مضرة عظيمة سبيلها أن تقع به إن لم ينظر في الخلاص منها وهذا هو الوجه في وجوب النظر في طريق معرفة الله والخوف من إهمال النظر.
  فإن قلت ما معنى قوله إلى الأخذ بما عرفوا والإمساك عما لم يكلفوا