شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان

صفحة 81 - الجزء 16

  فإن تصفحوا يغنم وإن تتجرموا ... فتعذيبكم حلو المذاقة عذبه

  وآية صدق الصب أن يعذب الأذى ... إذ كان من يهوى عليه يصبه

  ومنها:

  إذا فكرت فيك يحار عقلي ... وألحق بالمجانين الكبار

  وأصحو تارة فيشوب ذهني ... ويقدح خاطري كشواظ نار

  فيا من تاهت العقلاء فيه ... فأمسوا كلهم صرعى عقار

  ويا من كاعت الأفكار عنه ... فآبت بالمتاعب والخسار

  ويا من ليس يعلمه نبي ... ولا ملك ولا يدريه دار

  ويا من ليس قداما وخلفا ... ولا جهة اليمين ولا اليسار

  ولا فوق السماء ولا تدلى ... من الأرضين في لجج البحار

  ويا من أمره من ذاك أجلى ... من ابن ذكاء أو صبح النهار

  سألتك باسمك المكتوم إلا ... فككت النفس من رق الإسار

  وجدت لها بما تهوى فأنت ... العليم بباطن اللغز الضمار

  ومنها:

  يا رب إنك عالم ... بمحبتي لك واجتهادي

  وتجردي للذب عنك ... على مراغمة الأعادي

  بالعدل والتوحيد أصدع ... معلنا في كل نادي

  وكشفت زيغ ابن الخطيب ... ولبسه بين العباد

  ونقضت سائر ما بناه ... من الضلالة والفساد