شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق

صفحة 96 - الجزء 16

  كن حسن الظن برب خلقك ... بني واحمده على ما رزقك

  واعلم بأن الحرص يطفي رونقك ... فجانب الحرص وحسن خلقك

  واصدق وصادق أبدا من صدقك ... دار معاديك ومق من ومقك

  واجعل لأعدائك حزما ملقك ... وجنبن حشو الكلام منطقك

  هذي وصاة والد قد عشقك ... وصاة من يقلقه ما أقلقك

  أرشدك الله لها ووفقك

  أبو العتاهية:

  أجل الغنى مما يؤمل أسرع ... وأراك تجمع دائما لا تشبع

  قل لي لمن أصبحت تجمع دائبا ... ألبعل عرسك لا أبا لك تجمع

  وأوصى زياد ابنه عبيد الله عند موته فقال لا تدنسن عرضك ولا تبذلن وجهك ولا تخلقن جدتك بالطلب إلى من إن ردك كان رده عليك عيبا وإن قضى حاجتك جعلها عليك منا واحتمل الفقر بالتنزه عما في أيدي الناس والزم القناعة بما قسم لك فإن سوء عمل الفقير يضع الشريف ويخمل الذكر ويوجب الحرمان: وَتَلاَفِيكَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِكَ وَحِفْظُ مَا فِي اَلْوِعَاءِ بِشَدِّ اَلْوِكَاءِ وَحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ وَمَرَارَةُ اَلْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ اَلطَّلَبِ إِلَى اَلنَّاسِ وَاَلْحِرْفَةُ مَعَ اَلْعِفَّةَ خَيْرٌ مِنَ اَلْغِنَى مَعَ اَلْفُجُورِ وَاَلْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ وَرُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّهُ