شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل في الغيرة من الشعر

صفحة 127 - الجزء 16

بعض ما قيل في الغيرة من الشعر

  فأما قوله # إياك والتغاير في غير موضع غيرة فقد قيل هذا المعنى قال بعض المحدثين:

  يا أيها الغائر مه لا تغر ... إلا لما تدركه بالبصر

  ما أنت في ذلك إلا كمن ... بيته الدب لرمي الحجر

  وكان مسكين الدارمي أحد من يستهجن الغيرة ويستقبح وقوعها في غير محلها فمن شعره في هذا المعنى:

  ما أحسن الغيرة في حينها ... وأقبح الغيرة في غير حين

  من لم يزل متهما عرسه ... مناصبا فيها لرجم الظنون

  يوشك أن يغريها بالذي ... يخاف أو ينصبها للعيون

  حسبك من تحصينها ضمها ... منك إلى خيم كريم ودين

  لا تظهرن يوما على عورة ... فيتبع المقرون حبل القرين

  وقال أيضا:

  ألا أيها الغائر المستشيط ... علام تغار إذ لم تغر

  فما خير عرس إذا خفتها ... وما خير بيت إذا لم يزر

  تغار من الناس أن ينظروا ... وهل يفتن الصالت النظرحا

  فإني سأخلي لها بيتها ... فتحفظ لي نفسها أو تذر