نسب زياد ابن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه
  عنك فم هذا الكلب فأرسل إليه بمائتي دينار فقال له رسول زياد إن ابن عمك زيادا الأمير قد أرسل إليك مائتي دينار لتنفقها فقال وصلته رحم إي والله ابن عمي حقا ثم مر به زياد من الغد في موكبه فوقف عليه فسلم وبكى أبو العريان فقيل له ما يبكيك قال عرفت صوت أبي سفيان في صوت زياد فبلغ ذلك معاوية فكتب إلى أبي العريان:
  ما ألبثتك الدنانير التي بعثت ... أن لونتك أبا العريان ألوانا
  أمسى إليك زياد في أرومته ... نكرا فأصبح ما أنكرت عرفانا
  لله در زياد لو تعجلها ... كانت له دون ما يخشاه قربانا
  فلما قرئ كتاب معاوية على أبي العريان قال اكتب جوابه يا غلام:
  أحدث لنا صلة تحيا النفوس بها ... قد كدت يا ابن أبي سفيان تنسانا
  أما زياد فقد صحت مناسبه ... عندي فلا أبتغي في الحق بهتانا
  من يسد خيرا يصبه حين يفعله ... أو يسد شرا يصبه حيثما كانا
  وروى أبو عثمان أيضا قال كتب زياد إلى معاوية ليستأذنه في الحج فكتب إليه إني قد أذنت لك واستعملتك على الموسم وأجزتك بألف ألف درهم فبينا هو يتجهز إذ بلغ ذلك أبا بكرة أخاه وكان مصارما له منذ لجلج في الشهادة على المغيرة بن شعبة أيام عمر لا يكلمه قد لزمته أيمان عظيمة ألا يكلمه أبدا فأقبل أبو بكرة يدخل القصر يريد زيادا فبصر به الحاجب فأسرع إلى زياد قائلا أيها الأمير هذا أخوك أبو بكرة قد دخل القصر قال ويحك أنت رأيته قال ها هو ذا قد طلع وفي حجر زياد بني يلاعبه وجاء أبو بكرة حتى وقف عليه فقال للغلام كيف أنت يا غلام إن أباك ركب في الإسلام عظيما زنى أمه وانتفى من أبيه ولا والله ما علمت سمية رأت