نسب زياد ابن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه
  أبا سفيان قط ثم أبوك يريد أن يركب ما هو أعظم من ذلك يوافي الموسم غدا ويوافي أم حبيبة بنت أبي سفيان وهي من أمهات المؤمنين فإن جاء يستأذن عليها فأذنت له فأعظم بها فرية على رسول الله ÷ ومصيبة وإن هي منعته فأعظم بها على أبيك فضيحة ثم انصرف فقال جزاك الله يا أخي عن النصيحة خيرا ساخطا كنت أو راضيا ثم كتب إلى معاوية إني قد اعتللت عن الموسم فليوجه إليه أمير المؤمنين من أحب فوجه عتبة بن أبي سفيان.
  فأما أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب فإنه قال لما ادعى معاوية زيادا في سنة أربع وأربعين وألحقه به أخا زوج ابنته من ابنه محمد بن زياد ليؤكد بذلك صحة الاستلحاق وكان أبو بكرة أخا زياد لأمه أمهما جميعا سمية فحلف ألا يكلم زيادا أبدا وقال هذا زنى أمه وانتفى من أبيه ولا والله ما علمت سمية رأت أبا سفيان قبل ويله ما يصنع بأم حبيبة أيريد أن يراها فإن حجبته فضحته وإن رآها فيا لها مصيبة يهتك من رسول الله ÷ حرمة عظيمة.
  وحج زياد مع معاوية ودخل المدينة فأراد الدخول على أم حبيبة ثم ذكر قول أبي بكرة فانصرف عن ذلك وقيل إن أم حبيبة حجبته ولم تأذن له في الدخول عليها وقيل إنه حج ولم يرد المدينة من أجل قول أبي بكرة وإنه قال جزى الله أبا بكرة خيرا فما يدع النصيحة في حال وروى أبو عمر بن عبد البر في هذا الكتاب قال دخل بنو أمية وفيهم عبد الرحمن بن الحكم على معاوية أيام ما استلحق زيادا فقال له عبد الرحمن يا معاوية لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا قلة وذلة يعني على بني أبي العاص فأقبل معاوية