شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب زياد ابن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه

صفحة 191 - الجزء 16

  دعرفت الحق بعد ضلال رأيي ... وبعد الغي من زيغ الجنان

  زياد من أبي سفيان غصن ... تهادى ناضرا بين الجنان

  أراك أخا وعما وابن عم ... فما أدري بعيب ما تراني

  وإن زيادة في آل حرب ... أحب إلي من وسطي بناني

  ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فقد ظفرت بما تأتي اليدان

  فقال زياد أراك أحمق صرفا شاعرا ضيع اللسان يسوغ لك ريقك ساخطا ومسخوطا ولكنا قد سمعنا شعرك وقبلنا عذرك فهات حاجتك قال تكتب إلى أمير المؤمنين بالرضا عني قال نعم ثم دعا كاتبه فكتب له بالرضا عنه فأخذ كتابه ومضى حتى دخل على معاوية فلما قرأه قال لحا الله زيادا لم يتنبه لقوله

  وإن زيادة في آل حرب

  ثم رضي عن عبد الرحمن ورده إلى حالته.

  وأما أشعار يزيد بن مفرغ الحميري وهجاؤه عبيد الله وعبادا ابني زياد بالدعوة فكثيرة مشهورة نحو قوله:

  أعباد ما للؤم عنك تحول ... ولا لك أم من قريش ولا أب

  وقل لعبيد الله ما لك والد ... بحق ولا يدري امرؤ كيف تنسب

  ونحو قوله:

  شهدت بأن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع