شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عثمان بن حنيف ونسبه

صفحة 205 - الجزء 16

٤٥ - وَمِنْ كِتاب لَهُ # اِلى عُثْمانَ بْنِ حُنَيْف الاَنْصارِىِّ وَهُوَ عامِلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَقَدْ بَلَغَهُ اَنَّهُ دُعِىَ اِلى وَليمَةِ قَوْم مِنْ اَهْلِها فَمَضى اِلَيْها قوله:

  اَمّا بَعْدُ، يا بْنَ حُنَيْف، فَقَدْ بَلَغَنى اَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ اَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعاكَ اِلى مَأْدُبَة فَاَسْرَعْتَ اِلَيْها، تُسْتَطابُ لَكَ الاَلْوانُ، وَتُنْقَلُ اِلَيْكَ الْجِفانُ وَما ظَنَنْتُ اَنَّكَ تُجيبُ اِلى طَعامِ قَوْم عائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ.

  فَانْظُرْ اِلى ما تَقْضَمُهُ مِنْ هذَا الْمَقْضَمِ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ، وَما اَيْقَنْتَ بِطيبِ وَجْهِهِ فَنَلْ مِنْهُ.

  اَلا وَاِنَّ لِكُلِّ مَأْمُوم اِماماً يَقْتَدى بِهِ، وَيَسْتَضئُ بِنُورِ عِلْمِهِ.

  اَلا وَاِنَّ اِمامَكُمْ قَدِ اكْتَفى مِنْ دُنياهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ.

  اَلا وَاِنَّكُمْ لاتَقْدِرُونَ عَلى ذلِكَ، وَلكِنْ اَعينُونى بِوَرَع وَاجْتِهاد، وَعِفَّة وَسَداد.

  فَوَ اللّهِ ما كَنَزْتُ مِنْ دُنْياكُمْ تِبْراً، وَلاَ ادَّخَرْتُ مِنْ غَنائِمِها وَفْراً، وَلا اَعْدَدْتُ لِبالى ثَوْبى طِمْراً، وَلَا حُزتُ مِن أَرْضِهَا شِبْرًا، وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ إِلَّاكَقُوتِ أَتَانٍ دَبِرَةٍ، وَلَهِىَ فِى عَيْنِى أَوْهَى مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ.

عثمان بن حنيف ونسبه

  هو عثمان بن حنيف بضم الحاء بن واهب بن العكم بن ثعلبة بن الحارث الأنصاري