شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عثمان بن حنيف ونسبه

صفحة 206 - الجزء 16

  ثم الأوسي أخو سهل بن حنيف يكنى أبا عمرو وقيل أبا عبد الله عمل لعمر ثم لعلي # وولاه عمر مساحة الأرض وجبايتها بالعراق وضرب الخراج والجزية على أهلها وولاه علي # على البصرة فأخرجه طلحة والزبير منها حين قدماها وسكن عثمان الكوفة بعد وفاة علي # ومات بها في زمن معاوية.

  قوله من فتية البصرة أي من فتيانها أي من شبابها أو من أسخيائها يقال للسخي هذا فتى والجمع فتية وفتيان وفتو ويروى أن رجلا من قطان البصرة أي سكانها.

  والمأدبة بضم الدال الطعام يدعى إليه القوم وقد جاءت بفتح الدال أيضا ويقال أدب فلان القوم يأدبهم بالكسر أي دعاهم إلى طعامه والآدب الداعي إليه قال طرفة:

  نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر

  ويقال أيضا آدبهم إلى طعامه يؤدبهم إيدابا ويروى وكثرت عليك الجفان فكرعت وأكلت أكل ذئب نهم أو ضبع قرم.

  وروي وما حسبتك تأكل طعام قوم.

  ثم ذم أهل البصرة فقال عائلهم مجفو وغنيهم مدعو والعائل الفقير وهذا كقول الشاعر:

  فإن تملق فأنت لنا عدو ... فإن تثر فأنت لنا صديق