الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم
  لا يكذب أهله وقد قلت فأبلغت وأغلظت فأهجرت فغفر الله لنا ولك أما بعد فقد دفعت آلة رسول الله ودابته وحذاءه إلى علي # وأما ما سوى ذلك فإني سمعت رسول الله ÷ يقول إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا أرضا ولا عقارا ولا دارا ولكنا نورث الإيمان والحكمة والعلم والسنة فقد عملت بما أمرني ونصحت له وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
  قال أبو بكر وروى هشام بن محمد عن أبيه قال قالت فاطمة لأبي بكر إن أم أيمن تشهد لي أن رسول الله ÷ أعطاني فدك فقال لها يا ابنة رسول الله والله ما خلق الله خلقا أحب إلي من رسول الله ÷ أبيك ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك والله لأن تفتقر عائشة أحب إلي من أن تفتقري أتراني أعطي الأحمر والأبيض حقه وأظلمك حقك وأنت بنت رسول الله ÷ إن هذا المال لم يكن للنبي ÷ وإنما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبي به الرجال وينفقه في سبيل الله فلما توفي رسول الله ÷ وليته كما كان يليه قالت والله لا كلمتك أبدا قال والله لا هجرتك أبدا قالت والله لأدعون الله عليك قال والله لأدعون الله لك فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلي عليها فدفنت ليلا وصلى عليها عباس بن عبد المطلب وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة.
  قال أبو بكر وحدثني محمد بن زكريا قال حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة بالإسناد الأول قال فلما سمع أبو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله ÷