شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم

صفحة 215 - الجزء 16

  ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلم إنما هو ثعالة شهيده ذنبه مرب لكل فتنة هو الذي يقول كروها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت إني ساكت ما تركت ثم التفت إلى الأنصار فقال قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله ÷ أنتم فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ألا إني لست باسطا يدا ولا لسانا على من لم يستحق ذلك منا.

  ثم نزل فانصرفت فاطمة # إلى منزلها.

  قلت قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له بمن يعرض فقال بل يصرح قلت لو صرح لم أسألك فضحك وقال بعلي بن أبي طالب # قلت هذا الكلام كله لعلي يقوله قال نعم إنه الملك يا بني قلت فما مقالة الأنصار قال هتفوا بذكر علي فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم فسألته عن غريبه فقال أما الرعة بالتخفيف أي الاستماع والإصغاء والقالة القول وثعالة اسم الثعلب علم غير مصروف ومثل ذؤالة للذئب وشهيده ذنبه أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه وأصله مثل قالوا إن الثعلب أراد أن يغرى الأسد بالذئب فقال إنه قد أكل الشاة التي كنت قد أعددتها لنفسك وكنت حاضرا قال فمن يشهد لك بذلك فرفع ذنبه وعليه دم وكان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته وقتل الذئب ومرب ملازم أرب بالمكان وكروها جذعة أعيدوها إلى الحال الأولى يعني الفتنة والهرج وأم طحال امرأة بغي في الجاهلية ويضرب بها المثل فيقال أزنى من أم طحال.