شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

31 - ومن كلام له # لما أنفذ عبد الله بن عباس إلى الزبير قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه إلى طاعته

صفحة 162 - الجزء 2

٣١ - ومن كلام له # لما أنفذ عبد الله بن عباس إلى الزبير قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه إلى طاعته

  لاَ تَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ فَإِنَّكَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ يَرْكَبُ اَلصَّعْبَ ويَقُولُ هُوَ اَلذَّلُولُ ولَكِنِ اِلْقَ اَلزُّبَيْرَ فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيكَةً فَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ اِبْنُ خَالِكَ عَرَفْتَنِي بِالْحِجَازِ وأَنْكَرْتَنِي بِالْعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا قال الرضي | وهو # أول من سمعت منه هذه الكلمة أعني فما عدا مما بدا ليستفيئه إلى طاعته أي يسترجعه فاء أي رجع ومنه سمي الفيء للظل بعد الزوال وجاء في رواية فإنك إن تلقه تلفه أي تجده ألفيته على كذا أي وجدته.

  وعاقصا قرنه أي قد عطفه تيس أعقص أي قد التوى قرناه على أذنيه والفعل فيه عقص الثور قرنه بالفتح وقال القطب الراوندي عقص بالكسر وليس بصحيح وإنما يقال عقص الرجل بالكسر إذا شح وساء خلقه فهو عقص.

  وقوله يركب الصعب أي يستهين بالمستصعب من الأمور يصفه بشراسة