شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر

صفحة 91 - الجزء 17

  اَلْكَذِبِ وَإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا اِمْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي اَلْحَقِّ فَفِيمَ اِحْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ اَلنَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا مِنْ بَذْلِكَ مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ اَلنَّاسِ إِلَيْكَ مَا مِمَّا لاَ مَئُونَةَ فِيهِ عَلَيْكَ مِنْ شَكَاةِ مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ نهاه عن الاحتجاب فإنه مظنة انطواء الأمور عنه وإذا رفع الحجاب دخل عليه كل أحد فعرف الأخبار ولم يخف عليه شيء من أحوال عمله.

  ثم قال لم تحتجب فإن أكثر الناس يحتجبون كيلا يطلب منهم الرفد.

  وأنت فإن كنت جوادا سمحا لم يكن لك إلى الحجاب داع وإن كنت ممسكا فسيعلم الناس ذلك منك فلا يسألك أحد شيئا.

  ثم قال على أن أكثر ما يسأل منك ما لا مئونة عليه في ماله كرد ظلامة أو إنصاف من خصم

ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر

  والقول في الحجاب كثير حضر باب عمر جماعة من الأشراف منهم سهيل بن عمرو وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس فحجبوا ثم خرج الآذن فنادى أين عمار أين سلمان أين صهيب