ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر
  قال عبد الملك لحاجبه إنك عين أنظر بها وجنة أستلئم بها وقد وليتك ما وراء بابي فما ذا تراك صانعا برعيتي قال أنظر إليهم بعينك وأحملهم على قدر منازلهم عندك وأضعهم في إبطائهم عن بابك ولزوم خدمتك مواضع استحقاقهم وأرتبهم حيث وضعهم ترتيبك وأحسن إبلاغهم عنك وإبلاغك عنهم قال لقد وفيت بما عليك ولكن إن صدقت ذلك بفعلك وقال دعبل وقد حجب عن باب مالك بن طوق:
  لعمري لئن حجبتني العبيد ... لما حجبت دونك القافيه
  سأرمي بها من وراء الحجاب ... شنعاء تأتيك بالداهيه
  تصم السميع وتعمي البصير ... ويسأل من مثلها العافيه
  وقال آخر:
  سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يلين قليلا
  فما خاب من لم يأته مترفعا ... ولا فاز من قد رام فيه دخولا
  إذا لم نجد للإذن عندك موضعا ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا
  وكتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف الكاتب وقد حجبه:
  وإن عدت بعد اليوم إني لظالم ... سأصرف وجهي حيث تبغي المكارم
  متى يفلح الغادي إليك لحاجة ... ونصفك محجوب ونصفك نائم
  يعني ليله ونهاره.
  استأذن رجلان على معاوية فأذن لأحدهما وكان أشرف منزلة من الآخر ثم أذن للآخر فدخل فجلس فوق الأول فقال معاوية إن الله قد ألزمنا تأديبكم