شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر

صفحة 95 - الجزء 17

  كما ألزمنا رعايتكم وأنا لم نأذن له قبلك ونحن نريد أن يكون مجلسه دونك فقم لا أقام الله لك وزنا وقال بشار:

  تأبى خلائق خالد وفعاله ... إلا تجنب كل أمر عائب

  وإذا أتينا الباب وقت غدائه ... أدنى الغداء لنا برغم الحاجب

  وقال آخر يهجو:

  يا أميرا على جريب من الأر ... ض له تسعة من الحجاب

  قاعد في الخراب يحجب عنا ... ما سمعنا بحاجب في خراب

  وكتب بعضهم إلى جعفر بن محمد بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب:

  أبا جعفر إن الولاية إن تكن ... منبلة قوسا فأنت لها نبل

  فلا ترتفع عنا لأمر وليته ... كما لم يصغر عندنا شأنك العزل

  ومن جيد ما مدح به بشر بن مروان قول القائل:

  بعيد مراد الطرف ما رد طرفه ... حذار الغواشي باب دار ولا ستر

  ولو شاء بشر كان من دون بابه ... طماطم سود أو صقالبة حمر

  ولكن بشرا يستر الباب للتي ... يكون لها في غبها الحمد والأجر

  وقال بشار:

  خليلي من كعب أعينا أخاكما ... على دهره إن الكريم يعين

  ولا تبخلا بخل ابن قرعة إنه ... مخافة أن يرجى نداه حزين

  إذا جئته للعرف أغلق بابه ... فلم تلقه إلا وأنت كمين

  فقل لأبي يحيى متى تدرك العلا ... وفي كل معروف عليك يمين