شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز ونزاهته في خلافته

صفحة 108 - الجزء 17

  وخبر في موضع رفع لأنها صفة شيء وأما خبر المبتدإ الذي هو شيء فمحذوف وتقديره في الوجود كما حذف الخبر في قولنا لا إله إلا الله أي في الوجود وليس يصح ما قال الراوندي من أن أشد مبتدأ ثان ومن تعظيم الوفاء خبره لأن حرف الجر إذا كان خبرا لمبتدإ تعلق بمحذوف وهاهنا هو متعلق بأشد نفسه فكيف يكون خبرا عنه وأيضا فإنه لا يجوز أن يكون أشد من تعظيم الوفاء خبرا عن الناس كما زعم الراوندي لأن ذلك كلام غير مفيد ألا ترى أنك إذا أردت أن تخبر بهذا الكلام عن المبتدإ الذي هو الناس لم يقم من ذلك صورة محصلة تفيدك شيئا بل يكون كلاما مضطربا.

  ويمكن أيضا أن يكون من فرائض الله في موضع رفع لأنه خبر المبتدإ وقد قدم عليه ويكون موضع الناس وما بعده رفع لأنه خبر المبتدإ الذي هو شيء كما قلناه أولا وليس يمتنع أيضا أن يكون من فرائض الله منصوب الموضع لأنه حال ويكون موضع الناس أشد رفعا لأنه خبر المبتدإ الذي هو شي ء.

  ثم قال له # وقد لزم المشركون مع شركهم الوفاء بالعهود وصار ذلك لهم شريعة وبينهم سنة فالإسلام أولى باللزوم والوفاء.

  واستوبلوا وجدوه وبيلا أي ثقيلا استوبلت البلد أي استوخمته واستثقلته ولم يوافق مزاجك.

  ولا تخيسن بعهدك أي لا تغدرن خاس فلان بذمته أي غدر ونكث.

  قوله ولا تختلن عدوك أي لا تمكرن به ختلته أي خدعته.

  وقوله أفضاه بين عباده جعله مشتركا بينهم لا يختص به فريق دون فريق.