الطعن الرابع
  بعض المواضع ولم يكن قد فهمه على الحقيقة فيختصر ما في نفسه لا ما في تصنيف ذلك الشخص وأما من يورد كلام الناس بنصه فقد استراح من هذه التبعة وعرض عقل غيره وعقل نفسه على الناظرين والسامعين.
  ثم نقول إن هذا الفصل ينقسم أقساما منها قول قاضي القضاة لا نسلم أن أبا بكر كان في جيش أسامة.
  وأما قول المرتضى إنه قد ذكره أرباب السير والتواريخ وقوله إن البلاذري ذكره في تاريخه وقوله هلا عين قاضي القضاة الكتاب الذي ذكر أنه يتضمن عدم كون أبي بكر في ذلك الجيش فإن الأمر عندي في هذا الموضع مشتبه والتواريخ مختلفة في هذه القضية فمنهم من يقول إن أبا بكر كان في جملة الجيش ومنهم من يقول إنه لم يكن وما أشار إليه قاضي القضاة بقوله في كتب المغازي لا ينتهي إلى أمر صحيح ولم يكن ممن يستحل القول بالباطل في دينه ولا في رئاسته ذكر الواقدي في كتاب المغازي أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة وإنما كان عمر وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ورجال كثير من المهاجرين والأنصار قال وكان المنكر لإمارة أسامة عياش بن أبي ربيعة وغير الواقدي يقول عبد الله بن عياش وقد قيل عبد الله بن أبي ربيعة أخو عياش.
  وقال الواقدي وجاء عمر بن الخطاب فودع رسول الله ÷ ليسير مع أسامة وقال وجاء أبو بكر فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم ابنة خارجة فأذن لي فأذن له فذهب إلى منزله بالسنح وسار أسامة في العسكر وهذا تصريح بأن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة.