الطعن الرابع
  وذكر موسى بن عقبة في كتاب المغازي أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة وكثير من المحدثين يقولون بل كان في جيشه.
  فأما أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فلم يذكر أنه كان في جيش أسامة إلا عمر وقال أبو جعفر حدثني السدي بإسناد ذكره أن رسول الله ÷ ضرب قبل وفاته بعثا على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله ÷ فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر ارجع إلى خليفة رسول الله ÷ فاستأذنه يأذن لي أرجع بالناس فإن معي وجوه الصحابة ولا آمن على خليفة رسول الله ÷ وثقل رسول الله ÷ وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون حول المدينة وقالت الأنصار لعمر سرا فإن أبى إلا أن يمضي فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلا أقدم سنا من أسامة فخرج عمر بأمر أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة فقال أبو بكر لو تخطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضى به رسول الله ÷ قال فإن الأنصار أمروني أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجلا أقدم سنا من أسامة فوثب أبو بكر وكان جالسا فأخذ بلحية عمر وقال ثكلتك أمك يا ابن الخطاب أيستعمله رسول الله ÷ وتأمرني أن أنزعه فخرج عمر إلى الناس فقالوا له ما صنعت فقال امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت في سبيلكم اليوم من خليفة رسول الله ÷ ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر فقال له أسامة بن زيد يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن فقال والله لا تنزل ولا أركب وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة