شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن السابع

صفحة 206 - الجزء 17

  أمر بهم خالد فحبسوا وكانت ليلة باردة لا يقوم لها شيء فأمر خالد مناديا ينادي أدفئوا أسراءكم فظنوا أنهم أمروا بقتلهم لأن هذه اللفظة تستعمل في لغة كنانة للقتل فقتل ضرار بن الأزور مالكا وتزوج خالد زوجته أم تميم بنت المنهال.

  وفي خبر آخر أن السرية التي بعث بها خالد لما غشيت القوم تحت الليل راعوهم فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قلنا فضعوا السلاح فلما وضعوا السلاح ربطوا أسارى فأتوا بهم خالدا فحدث أبو قتادة خالد بن الوليد أن القوم نادوا بالإسلام وأن لهم أمانا فلم يلتفت خالد إلى قولهم وأمر بقتلهم وقسم سبيهم وحلف أبو قتادة ألا يسير تحت لواء خالد في جيش أبدا وركب فرسه شاذا إلى أبي بكر فأخبره الخبر وقال له إني نهيت خالدا عن قتله فلم يقبل قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين غرضهم الغنائم وأن عمر لما سمع ذلك تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال إن القصاص قد وجب عليه ولما أقبل خالد بن الوليد قافلا دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما دخل المسجد قام إليه عمر فنزع الأسهم عن رأسه فحطمها ثم قال له يا عدو نفسه أعدوت على امرئ مسلم فقتلته ثم نزوت على امرأته والله لنرجمنك بأحجارك وخالد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر مثل رأيه حتى دخل إلى أبي بكر واعتذر إليه بعذره وتجاوز عنه فخرج خالد وعمر جالس في المسجد فقال هلم إلى يا ابن أم شملة فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته.

  وقد روي أيضا أن عمر لما ولي جمع من عشيرة مالك بن نويرة من وجد منهم