شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن السابع

صفحة 210 - الجزء 17

  أبا بكر رد سؤال العرب ولم يجبهم من جملته:

  أطعنا رسول الله إذا كان بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبي بكر

  أيورثها بكر إذا مات بعده ... وتلك لعمر الله قاصمة الظهر

  فهلا رددتم وفدنا بإجابة ... وهلا حسبتم منه راعية البكر

  فإن الذي سألوكم فمنعتم ... لكالتمر أو أحلى لحلف بني فهر

  وروى أبو جعفر قال لما قدمت العرب المدينة على أبي بكر فكلموه في إسقاط الزكاة نزلوا على وجوه الناس بالمدينة فلم يبق أحد إلا وأنزل عليه ناسا منهم إلا العباس بن عبد المطلب ثم اجتمع إلى أبي بكر المسلمون فخوفوه بأس العرب واجتماعها قال ضرار بن الأزور فما رأيت أحدا ليس رسول الله أملأ بحرب شعواء من أبي بكر فجعلنا نخوفه ونروعه وكأنما إنما نخبره بما له لا ما عليه واجتمعت كلمة المسلمين على إجابة العرب إلى ما طلبت وأبى أبو بكر أن يفعل إلا ما كان يفعله رسول الله ÷ وأن يأخذ إلا ما كان يأخذ ثم أجلهم يوما وليلة ثم أمرهم بالانصراف وطاروا إلى عشائرهم.

  وروى أبو جعفر قال كان رسول الله ÷ بعث عمرو بن العاص إلى عمان قبل موته فمات وهو بعمان فأقبل قافلا إلى المدينة فوجد العرب قد منعت الزكاة فنزل في بني عامر على قرة بن هبيرة وقرة يقدم رجلا ويؤخر أخرى وعلى ذلك بنو عامر كلهم إلا الخواص ثم قدم المدينة فأطافت به قريش فأخبرهم أن العساكر معسكرة حولهم فتفرق المسلمون وتحلقوا حلقا وأقبل عمر بن الخطاب فمر بحلقة