شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن السابع

صفحة 211 - الجزء 17

  وهم يتحدثون فيما سمعوا من عمرو وفي تلك الحلقة علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فلما دنا عمر منهم سكتوا فقال في أي شيء أنتم فلم يخبروه فقال ما أعلمني بالذي خلوتم عليه فغضب طلحة وقال الله يا ابن الخطاب إنك لتعلم الغيب فقال لا يعلم الغيب إلا الله ولكن أظن قلتم ما أخوفنا على قريش من العرب وأخلقهم ألا يقروا بهذا الأمر قالوا صدقت فقال فلا تخافوا هذه المنزلة أنا والله منكم على العرب أخوف مني عليكم من العرب.

  قال أبو جعفر وحدثني السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه قال نزل عمرو بن العاص بمنصرفه من عمان بعد وفاة رسول الله ÷ بقرة بن هبيرة بن سلمة بن يسير وحوله عساكر من أفنائهم فذبح له وأكرم منزلته فلما أراد الرحلة خلا به وقال يا هذا إن العرب لا تطيب لكم أنفسا بالإتاوة فإن أنتم أعفيتموها من أخذ أموالها فستسمع وتطيع وإن أبيتم فإنها تجتمع عليكم فقال عمرو أتوعدنا بالعرب وتخوفنا بها موعدنا حفش أمك أما والله لأوطئنه عليك الخيل وقدم على أبي بكر والمسلمين فأخبرهم.

  وروى أبو جعفر قال كان رسول الله ÷ قد فرق عماله في بني تميم على قبض الصدقات فجعل الزبرقان بن بدر على عوف والرباب وقيس بن عاصم على مقاعس والبطون وصفوان بن صفوان وسبرة بن عمرو على بني عمرو ومالك بن نويرة على بني حنظلة فلما توفي رسول الله ÷ ضرب صفوان إلى أبي بكر حين وقع إليه الخبر بموت النبي ÷ بصدقات بني عمرو وبما ولي منها وما ولي سبرة وأقام سبرة في قومه لحدث إن ناب وأطرق قيس بن عاصم ينظر ما الزبرقان صانع فكان له عدوا وقال وهو ينتظره وينتظر ما يصنع ويلي عليه ما أدري ما أصنع إن أنا