الطعن الثامن
  لا يدل على ردته فصحيح ولا ريب أنه قصد تقريظ زيد بن الخطاب وأن يرضي عمر أخاه بذلك ونعما قال المرتضى إن بين القتلتين فرقا ظاهرا وإليه أشار متمم لا محالة.
  فأما قول مالك صاحبك يعني النبي ÷ فقد روى هذه اللفظة الطبري في التاريخ قال كان خالد يعتذر عن قتله فيقول إنه قال له وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا فقال له خالد أوما تعده لك صاحبا وهذه لعمري كلمة جافية وإن كان لها مخرج في التأويل إلا أنه مستكره وقرائن الأحوال يعرفها من شاهدها وسمعها فإذا كان خالد قد كان يعتذر بذلك فقد اندفع قول المرتضى هلا اعتذر بذلك ولست أنزه خالدا عن الخطإ وأعلم أنه كان جبارا فاتكا لا يراقب الدين فيما يحمله عليه الغضب وهوى نفسه ولقد وقع منه في حياة رسول الله ÷ مع بني خذيمة بالغميصاء أعظم مما وقع منه في حق مالك بن نويرة وعفا عنه رسول الله ÷ بعد أن غضب عليه مدة وأعرض عنه وذلك العفو هو الذي أطمعه حتى فعل ببني يربوع ما فعل بالبطاح.
الطعن الثامن
  قولهم إن مما يؤثر في حاله وحال عمر دفنهما مع رسول الله ÷ في بيته وقد منع الله تعالى الكل من ذلك في حال حياته فكيف بعد الممات بقوله تعالى {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}[الأحزاب: ٥٣].
  أجاب قاضي القضاة بأن الموضع كان ملكا لعائشة وهي حجرتها التي كانت