شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن التاسع

صفحة 219 - الجزء 17

  آخر فربما لا يتهيأ له أن يدفن عنده فرأى أن هذا الفوز بهذا الشرف العظيم وهذا المكان الجليل مما لا يقتضي حسن التدبير فوته وإن انتهاز الفرصة فيه واجب فروى لهم الخبر فلا يمكنهم بعد روايته ألا يعملوا به لا سيما وقد صار هو الخليفة وإليه السلطان والنفع والضرر وأدرك ما كان في نفسه ثم نسج عمر على منواله فرغب إلى عائشة في مثل ذلك وقد كان يكرمها ويقدمها على سائر الزوجات في العطاء وغيره فأجابته إلى ذلك وكان مطاعا في حياته وبعد مماته وكان يقول وا عجبا للحسن وطمعه في أن يدفن في حجرة عائشة والله لو كان أبوه الخليفة يومئذ لما تهيأ له ذلك ولا تم لبغض عائشة لهم وحسد الناس إياهم وتمالؤ بني أمية وغيرهم من قريش عليهم ولهذا قالوا يدفن عثمان في حش كوكب ويدفن الحسن في حجرة رسول الله ÷ فكيف والخليفة معاوية والأمراء بالمدينة بنو أمية وعائشة صاحبة الموضع والناصر لبني هاشم قليل والشانئ كثير.

  وأنا أستغفر الله مما كان أبو المظفر يحلف عليه وأعلم وأظن ظنا شبيها بالعلم أن أبا بكر ما روى إلا ما سمع وأنه كان أتقى لله من ذلك.

الطعن التاسع

  قولهم إنه نص على عمر بالخلافة فخالف رسول الله ÷ على زعمه لأنه كان يزعم هو ومن قال بقوله أن رسول الله ÷ لم يستخلف.