أخبار الوليد بن عقبة
  ما أقلع عني فقطع رسول الله ÷ هدبة من ثوبه وقال اذهبي بها إليه وقولي له إن رسول الله قد أجارني فانطلقت فمكثت ساعة ثم رجعت فقالت ما زادني إلا ضربا فرفع رسول الله ÷ يده ثم قال اللهم عليك بالوليد مرتين أو ثلاثا.
  قال أبو الفرج واختص الوليد لما كان واليا بالكوفة ساحرا كاد يفتن الناس كان يريه كتيبتين تقتتلان فتحمل إحداهما على الأخرى فتهزمها ثم يقول له أيسرك أن أريك المنهزمة تغلب الغالبة فتهزمها فيقول نعم فجاء جندب الأزدي مشتملا على سيفه فقال أفرجوا لي فأفرجوا فضربه حتى قتله فحبسه الوليد قليلا ثم تركه.
  قال أبو الفرج وروى أحمد عن عمر عن رجاله أن جندبا لما قتل الساحر حبسه الوليد فقال له دينار بن دينار فيم حبست هذا وقد قتل من أعلن بالسحر في دين محمد ÷ ثم مضى إليه فأخرجه من الحبس فأرسل الوليد إلى دينار بن دينار فقتله.
  قال أبو الفرج حدثني عمي الحسن بن محمد قال حدثني الخراز عن المدائني عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن الزهري وغيره أن رسول الله ÷ لما انصرف عن غزاة بني المصطلق نزل رجل من المسلمين فساق بالقوم ورجز ثم آخر فساق بهم ورجز ثم بدا لرسول الله ÷ أن يواسي أصحابه فنزل فساق بهم ورجز وجعل يقول فيما يقول:
  جندب وما جندب ... والأقطع زيد الخير