أخبار الوليد بن عقبة
  قلت قد لمح ابن عبد البر صاحب كتاب الإستيعاب في هذا الموضع نكتة حسنة فقال في حديث الخلوق هذا حديث مضطرب منكر لا يصح وليس يمكن أن يكون من بعثه النبي ÷ مصدقا صبيا يوم الفتح قال ويدل أيضا على فساده أن الزبير بن بكار وغيره من أهل العلم بالسير والأخبار ذكروا أن الوليد وأخاه عمارة ابني عقبة بن أبي معيط خرجا من مكة ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة وكانت هجرتها في الهدنة التي بين النبي ÷ وبين أهل مكة ومن كان غلاما مخلقا بالخلوق يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا قال ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أن قوله ø {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦] أنزلت في الوليد لما بعثه رسول الله ÷ مصدقا فكذب على بني المصطلق وقال إنهم ارتدوا وامتنعوا من أداء الصدقة قال أبو عمر وفيه وفي علي # نزل {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}[السجدة: ١٨] في قصتهما المشهورة قال ومن كان صبيا يوم الفتح لا يجيء منه مثل هذا فوجب أن ينظر في حديث الخلوق فإنه رواية جعفر بن برقان عن ثابت عن الحجاج عن أبي موسى الهمداني وأبو موسى مجهول لا يصح حديثه.
  ثم نعود إلى كتاب أبي الفرج الأصبهاني؛ قال أبو الفرج وأخبرني أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبة عن عبد الله بن موسى عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي # أن امرأة الوليد بن عقبة جاءت إلى النبي ÷ تشتكي إليه الوليد وقالت إنه يضربها فقال لها ارجعي إليه وقولي له إن رسول الله قد أجارني فانطلقت فمكثت ساعة ثم رجعت فقالت إنه