شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 245 - الجزء 17

  ظرفا وحلما وشجاعة وجودا وأدبا وكان من الشعراء المطبوعين قال وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون إنه كان فاسقا شريب خمر وكان شاعرا كريما قال وأخباره في شربه الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي كثيرة مشهورة ويسمج بنا ذكرها ولكنا نذكر منها طرفا ثم ذكر ما ذكره أبو الفرج في الأغاني وقال إن خبر الصلاة وهو سكران وقوله أأزيدكم خبر مشهور روته الثقات من نقلة الحديث.

  قال أبو عمر بن عبد البر وقد ذكر الطبري في رواية أنه تغضب عليه قوم من أهل الكوفة حسدا وبغيا وشهدوا عليه بشرب الخمر وقال إن عثمان قال له يا أخي اصبر فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك.

  قال أبو عمر هذا الحديث لا يصح عند أهل الأخبار ونقلة الحديث ولا له عند أهل العلم أصل والصحيح ثبوت الشهادة عليه عند عثمان وجلده الحد وأن عليا هو الذي جلده قال ولم يجلده بيده وإنما أمر بجلده فنسب الجلد إليه.

  قال أبو عمر ولم يرو الوليد من السنة ما يحتاج فيها إليه ولكن حارثة بن مضرب روى عنه أنه قال ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك