شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 246 - الجزء 17

  ومن كتاب له # إلى أبي موسى الأشعري

  وهو عامله على الكوفة وقد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل مِنْ عَبْدِ اَللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ قَوْلٌ هُوَ لَكَ وَعَلَيْكَ فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ رَسُولِي رَسُولِي عَلَيْكَ فَارْفَعْ ذَيْلَكَ وَاُشْدُدْ مِئْزَرَكَ وَاُخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ وَاُنْدُبْ مَنْ مَعَكَ فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ وَإِنْ تَفَشَّلْتَ فَابْعُدْ وَاَيْمُ اَللَّهِ لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ وَلاَ تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ وَذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ وَحَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ وَتَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ وَمَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى اَلَّتِي تَرْجُو وَلَكِنَّهَا اَلدَّاهِيَةُ اَلْكُبْرَى يُرْكَبُ جَمَلُهَا وَيُذَلُّ يُذَلَّلُّ صَعْبُهَا وَيُسَهَّلُ جَبَلُهَا فَاعْقِلْ عَقْلَكَ وَاِمْلِكْ أَمْرَكَ وَخُذْ نَصِيبَكَ وَحَظَّكَ فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَيْرِ رَحْبٍ وَلاَ فِي نَجَاةٍ فَبِالْحَرِيِّ لَتُكْفَيَنَّ وَأَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لاَ يُقَالَ أَيْنَ فُلاَنٌ وَاَللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ وَمَا يُبَالِي أُبَالِي مَا صَنَعَ اَلْمُلْحِدُونَ وَاَلسَّلاَمُ المراد بقوله قول هو لك وعليك أن أبا موسى كان يقول لأهل الكوفة إن عليا إمام هدى وبيعته صحيحة ألا إنه لا يجوز القتال معه لأهل القبلة وهذا القول بعضه حق وبعضه باطل.