شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 261 - الجزء 17

  عندهم أن عندي رأيا أن محمدا ليس يغزوكم حتى يعذر إليكم ويخيركم في خصال كلها أهون عليكم من غزوة قالوا ما هي قال يرسل إليكم أن تدوا قتلى خزاعة أو تبرءوا من حلف من نقض العهد وهم بنو نفاثة أو ينبذ إليكم العهد فقال القوم أحر بما قال ابن أبي سرح أن يكون فقال سهيل بن عمرو ما خصلة أيسر علينا من أن نبرأ من حلف نفاثة فقال شيبة بن عثمان العبدري حطت أخوالك خزاعة وغضبت لهم قال سهيل وأي قريش لم تلد خزاعة قال شيبة لا ولكن ندي قتلى خزاعة فهو أهون علينا فقال قريظة بن عبد عمرو لا والله لا نديهم ولا نبرأ عن نفاثة أبر العرب بنا وأعمرهم لبيت ربنا ولكن ننبذ إليهم على سواء فقال أبو سفيان ما هذا بشيء وما الرأي إلا جحد هذا الأمر أن تكون قريش دخلت في نقض العهد أو قطع مدة فإن قطعه قوم بغير هوى منا ولا مشورة فما علينا قالوا هذا هو الرأي لا رأي إلا الجحد لكل ما كان من ذلك فقال أنا أقسم أني لم أشهد ولم أوامر وأنا صادق لقد كرهت ما صنعتم وعرفت أن سيكون له يوم غماس قالت قريش لأبي سفيان فاخرج أنت بذلك فخرج.

  قال الواقدي وحدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن عطاء بن أبي مروان قال قال رسول الله ÷ لعائشة صبيحة الليلة التي أوقعت فيها نفاثة وقريش بخزاعة بالوتير يا عائشة لقد حدث الليلة في خزاعة أمر فقالت عائشة يا رسول الله أترى قريشا تجترئ على نقض العهد بينك وبينهم أينقضون وقد أفناهم السيف فقال العهد لأمر يريده الله بهم فقالت خير أم شر يا رسول الله فقال خير.

  قال الواقدي وحدثني عبد الحميد بن جعفر قال حدثني عمران بن أبي أنس عن ابن عباس قال قام رسول الله ÷ وهو يجر طرف ردائه ويقول