شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 268 - الجزء 17

  قال الواقدي فلما كانت الليلة التي أصبح فيها بالجحفة رأى فيها أبو بكر في منامه أن النبي ÷ وأصحابه قد دنوا من مكة فخرجت عليهم كلبة تهر فلما دنوا منها استلقت على قفاها وإذا أطباؤها تشخب لبنا فقصها على رسول الله ÷ فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم سائلونا بأرحامهم وأنتم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه قال الواقدي وإلى أن وصل مر الظهران لم يبلغ قريشا حرف واحد من حاله فلما نزل بمر الظهران أمر أصحابه أن يوقدوا النار فأوقدوا عشرة آلاف نار وأجمعت قريش أن يبعثوا أبا سفيان يتجسس لهم الأخبار فخرج هو وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء قال وقد كان العباس بن عبد المطلب قال وا سوء صباح قريش والله إن دخلها رسول الله ÷ عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر قال العباس فأخذت بغلة رسول الله ÷ الشهباء فركبتها وقلت ألتمس حطابا أو إنسانا أبعثه إلى قريش فيلقوا رسول الله ÷ قبل أن يدخلها عليهم عنوة فو الله إني لفي الأراك ليلا أبتغي ذلك إذ سمعت كلاما يقول والله إن رأيت كالليلة نارا قال يقول بديل بن ورقاء إنها نيران خزاعة جاشها الحرب قال يقول أبو سفيان خزاعة أذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها فعرفت صوته فقلت أبا حنظلة فعرف صوتي فقال لبيك أبا الفضل فقلت ويحك هذا رسول الله ÷ في عشرة آلاف وهو مصبحكم فقال بأبي وأمي فهل من حيلة فقلت نعم تركب عجز هذه البغلة فأذهب بك إلى رسول الله ÷ فإنه إن ظفر بك دون ذلك ليقتلنك قال والله أنا أرى ذلك فركب خلفي ورحل