شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 275 - الجزء 17

  فلما دخل رسول الله ÷ مكة جعل أبو بكر ينادي أنشدكم الله أيها الناس طوق أختي فلم يرد أحد عليه فقال يا أخية احتسبي طوقك فإن الأمانة في الناس قليل.

  قال الواقدي ونهى رسول الله ÷ عن الحرب وأمر بقتل ستة رجال وأربع نسوة عكرمة بن أبي جهل وهبار بن الأسود وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن صبابة الليثي والحويرث بن نفيل وعبد الله بن هلال بن خطل الأدرمي وهند بنت عتبة وسارة مولاة لبني هاشم وقينتين لابن خطل قريبا وقريبة ويقال قرينا وأرنب.

  قال الواقدي ودخلت الجنود كلها فلم تلق حربا إلا خالد بن الوليد فإنه وجد جمعا من قريش وأحابيشها قد جمعوا له فيهم صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو فمنعوه الدخول وشهروا السلاح ورموه بالنبل وقالوا لا تدخلها عنوة أبدا فصاح خالد في أصحابه وقاتلهم فقتل من قريش أربعة وعشرون ومن هذيل أربعة وانهزموا أقبح انهزام حتى قتلوا بالحزورة وهم مولون من كل وجه وانطلقت طائفة منهم فوق رءوس الجبال واتبعهم المسلمون وجعل أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام يناديان يا معشر قريش علام تقتلون أنفسكم من دخل داره فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن وضع السلاح فهو آمن فجعل الناس يقتحمون الدور ويغلقون عليهم الأبواب ويطرحون السلاح في الطرق حتى يأخذه المسلمون.

  قال الواقدي وأشرف رسول الله ÷ من على ثنية أذاخر فنظر إلى البارقة فقال ما هذه البارقة ألم أنه عن القتال قيل يا رسول الله خالد بن الوليد