شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 274 - الجزء 17

  وجعلت الخيل تعج بذي طوى في كل وجه ثم ثابت وسكنت والتفت رسول الله ÷ إلى أسيد بن حضير فقال كيف قال حسان بن ثابت قال فأنشده:

  عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء

  تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

  فتبسم رسول الله ÷ وحمد الله وأمر الزبير بن العوام أن يدخل من كداء وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من الليط وأمر قيس بن سعد أن يدخل من كدى ودخل هو ÷ من أذاخر.

  قال الواقدي وحدثني مروان بن محمد عن عيسى بن عميلة الفزاري قال دخل رسول الله ÷ مكة بين الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن.

  قال الواقدي وروى عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله عن أسماء بنت أبي بكر قالت صعد أبو قحافة بصغرى بناته واسمها قريبة وهو يومئذ أعمى وهي تقوده حتى ظهرت به إلى أبي قبيس فلما أشرفت به قال يا بنية ما ذا ترين قالت أرى سوادا مجتمعا مقبلا كثيرا قال يا بنية تلك الخيل فانظري ما ذا ترين قالت أرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال ذاك الوازع فانظري ما ذا ترين قالت قد تفرق السواد قال قد تفرق الجيش البيت البيت قالت فنزلت الجارية به وهي ترعب لما ترى فقال يا بنية لا تخافي فو الله إن أخاك عتيقا لآثر أصحاب محمد عند محمد قالت وعليها طوق من فضة فاختلسه بعض من دخل