شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 282 - الجزء 17

  ببشر فاستقبلني بمثله ثم قال خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا بالمعروف قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت فقال ألم يكن الذي قلت لك يعني ما كان قاله بمكة من قبل فقلت بلى أشهد أنك رسول الله ÷ قال الواقدي وأمر رسول الله ÷ يومئذ برفع السلاح وقال إلا خزاعة عن بني بكر إلى صلاة العصر فخبطوهم بالسيف ساعة وهي الساعة التي أحلت لرسول الله ص.

  قال الواقدي وقد كان نوفل بن معاوية الدؤلي من بني بكر استأمن رسول الله ÷ على نفسه فأمنه وكانت خزاعة تطلبه بدماء من قتلت بكر وقريش منها بالوتير وقد كانت خزاعة قالت أيضا لرسول الله ÷ إن أنس بن زنيم هجاك فهدر رسول الله ÷ دمه فلما فتح مكة هرب والتحق بالجبال وقد كان قبل أن يفتح رسول الله ÷ مكة قال شعرا يعتذر فيه إلى رسول الله ÷ من جملته:

  أنت الذي تهدى معد بأمره ... بك الله يهديها وقال لها ارشدي

  فما حملت من ناقة فوق كورها ... أبر وأوفى ذمة من محمد

  أحث على خير وأوسع نائلا ... إذا راح يهتز اهتزاز المهند

  وأكسى لبرد الخال قبل ارتدائه ... وأعطى لرأس السابق المتجرد

  تعلم رسول الله أنك مدركي ... وإن وعيدا منك كالأخذ باليد

  تعلم رسول الله أنك قادر ... على كل حي من تهام ومنجد

  ونبي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إلي إذن يدي

  سوى أنني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد