شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

74 - ومن حلف له # كتبه بين ربيعة واليمن

صفحة 67 - الجزء 18

  والحاضر ساكنو الحضر والبادي ساكنو البادية واللفظ لفظ المفرد والمعنى الجمع.

  قوله إنهم على كتاب الله حرف الجر يتعلق بمحذوف أي مجتمعون.

  قوله لا يشترون به ثمنا قليلا أي لا يتعوضون عنه بالثمن فسمى التعوض اشتراء والأصل هو أن يشترى الشيء بالثمن لا الثمن بالشيء لكنه من باب اتساع العرب وهو من ألفاظ القرآن العزيز.

  وإنهم يد واحدة أي لا خلف بينهم.

  قوله لمعتبة عاتب أي لا يؤثر في هذا العهد والحلف ولا ينقضه أن يعتب أحد منهم على بعضهم لأنه استجداه فلم يجده أو طلب منه أمرا فلم يقم به ولا لأن أحدا منهم غضب من أمر صدر من صاحبه ولا لأن عزيزا منهم استذل ذليلا منهم ولا لأن إنسانا منهم سب أو هجا بعضهم فإن أمثال هذه الأمور يتعذر ارتفاعها بين الناس ولو كانت تنقض الحلف لما كان حلف أصلا.

  واعلم أنه قد ورد في الحديث عن النبي ÷ كل حلف كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام إلا شدة ولا حلف في الإسلام لكن فعل أمير المؤمنين # أولى بالاتباع من خبر الواحد وقد تحالفت العرب في الإسلام مرارا ومن أراد الوقوف على ذلك فليطلبه من كتب التواريخ