75 - ومن كتاب له # إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلافة
صفحة 69
- الجزء 18
  وعينه طامحة إلى الملك والرئاسة منذ أمره عمر على الشام وكان عالي الهمة تواقا إلى معالي الأمور وكيف يطيع عليا والمحرضون له على حربه عدد الحصى ولو لم يكن إلا الوليد بن عقبة لكفى وكيف يسمع قوله:
  فو الله ما هند بأمك إن مضى النهار ... ولم يثأر بعثمان ثائر
  أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم تقتلوه ليت أمك عاقر
  ومن عجب أن بت بالشام وادعا ... قريرا وقد دارت عليه الدوائر
  ويطيع عليا ويبايع له ويقدم عليه ويسلم نفسه إليه وهو نازل بالشام في وسط قحطان ودونه منهم حرة لا ترام وهم أطوع له من نعله والأمر قد أمكنه الشروع فيه وتالله لو سمع هذا التحريض أجبن الناس وأضعفهم نفسا وأنقصهم همة لحركه وشحذ من عزمه فكيف معاوية وقد أيقظ الوليد بشعره من لا ينام