شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

باب الحكم والمواعظ

صفحة 85 - الجزء 18

  وقال أبو الأسود:

  البس عدوك في رفق وفي دعة ... طوبى لذي إربة للدهر لباس

  ولا تغرنك أحقاد مزملة ... قد يركب الدبر الدامي بأحلاس

  واستغن عن كل ذي قربى وذي رحم ... إن الغني الذي استغنى عن الناس

  قال عمر ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الطمع.

  وفي الحديث المرفوع الطمع الفقر الحاضر قال الشاعر:

  رأيت مخيلة فطمعت فيها ... وفي الطمع المذلة للرقاب

  الفصل الثاني في الشكوى قال # من كشف للناس ضره أي شكا إليهم بؤسه وفقره فقد رضي بالذل.

  كان يقال لا تشكون إلى أحد فإنه إن كان عدوا سره وإن كان صديقا ساءه وليست مسرة العدو ولا مساءة الصديق بمحمودة.

  سمع الأحنف رجلا يقول لم أنم الليلة من وجع ضرسي فجعل يكثر فقال يا هذا لم تكثر فو الله لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما شكوت ذلك إلى أحد ولا أعلمت بها أحدا.

  الفصل الثالث في حفظ اللسان قد تقدم لنا قول شاف في ذلك وكان يقال حفظ اللسان راحة الإنسان وكان يقال رب كلمة سفكت دما وأورثت ندما.

  وفي الأمثال العامية قال اللسان للرأس كيف أنت قال بخير لو تركتني.

  وفي وصية المهلب لولده يا بني تباذلوا تحابوا فإن بني الأعيان يختلفون فكيف ببني العلات إن البر ينسأ في الأجل ويزيد في العدد وإن القطيعة تورث القلة وتعقب