باب الحكم والمواعظ
  قال لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب دعا الناس يعرضهم على فرائضهم فحضرنا بين يديه فقال من القوم قلنا جديلة فقال جديلة عدوان قلنا نعم فأنشده:
  عذير الحي من عدوان ... كانوا حية الأرض
  بغى بعضهم بعضا ... فلم يرعوا على بعض
  ومنهم كانت السادات ... والموفون بالقرض
  ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي
  ومنهم من يجيز الناس ... بالسنة والفرض
  ثم أقبل على رجل منا وسيم جسيم قدمناه أمامنا فقال أيكم يقول هذا الشعر قال لا أدري فقلت أنا من خلفه يقوله ذو الإصبع فتركني وأقبل على ذلك الرجل الجسيم فقال ما كان اسم ذي الإصبع قال لا أدري فقلت أنا من خلفه اسمه حرثان فتركني وأقبل عليه فقال له ولم سمي ذا الإصبع قال لا أدري فقلت أنا من خلفه نهشته حية في إصبعه فأقبل عليه وتركني فقال من أيكم كان فقال لا أدري فقلت أنا من خلفه من بني تاج الذين يقول الشاعر فيهم:
  فأما بنو تاج فلا تذكرنهم ... ولا تتبعن عيناك من كان هالكا
  فأقبل على الجسيم فقال كم عطاؤك قال سبعمائة درهم فأقبل علي وقال وكم عطاؤك أنت قلت أربعمائة فقال يا أبا الزعيزعة حط من عطاء هذا ثلاثمائة وزدها في عطاء هذا فرحت وعطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائة.
  وأنشد منشد بحضرة الواثق هارون بن المعتصم