شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

باب الحكم والمواعظ

صفحة 94 - الجزء 18

  وكان يقال العلم في الأرض بمنزلة الشمس في الفلك لو لا الشمس لأظلم الجو ولو لا العلم لأظلم أهل الأرض.

  وكان يقال لا حلة أجمل من حلة الأدب لأن حلل الثياب تبلى وحلل الأدب تبقى وحلل الثياب قد يغتصبها الغاصب ويسرقها السارق وحلل الآداب باقية مع جوهر النفس.

  وكان يقال الفكرة الصحيحة أصطرلاب روحاني.

  وقال أوس بن حجر يرثي:

  إن الذي جمع السماحة والنجدة ... والحزم والنهي جمعا

  الألمعي الذي يظن بك الظن ... كان قد رأى وقد سمعا

  ومن كلام الحكماء النار لا ينقصها ما أخذ منها ولكن يخمدها ألا تجد حطبا وكذلك العلم لا يفنيه الاقتباس ولكن فقد الحاملين له سبب عدمه.

  قيل لبعضهم أي العلوم أفضل قال ما العامة فيه أزهد.

  وقال أفلاطون من جهل الشيء ولم يسأل عنه جمع على نفسه فضيحتين.

  وكان يقال ثلاثة لا تجربة معهن أدب يزين ومجانبة الريبة وكف الأذى.

  وكان يقال عليكم بالأدب فإنه صاحب في السفر ومؤنس في الوحدة وجمال في المحفل وسبب إلى طلب الحاجة.

  وكان عبد الملك أديبا فاضلا ولا يجالس إلا أديبا.

  وروى الهيثم بن عدي عن مسعر بن كدام قال حدثني سعيد بن خالد الجدلي