شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 173 - الجزء 18

  ٤٣ - وَقَالَ #: لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ اَلْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي وَلَوْ صَبَبْتُ اَلدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى اَلْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي وَذَلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ يَا عَلِيُّ لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ جماتها بالفتح جمع جمة وهي المكان يجتمع فيه الماء وهذه استعارة والخيشوم أقصى الأنف.

  ومراده # من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول الله ÷ وهو لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق وهي كلمة حق وذلك لأن الإيمان وبغضه # لا يجتمعان لأن بغضه كبيرة وصاحب الكبيرة عندنا لا يسمى مؤمنا وأما المنافق فهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر والكافر بعقيدته لا يحب عليا # لأن المراد من الخبر المحبة الدينية ومن لا يعتقد الإسلام لا يحب أحدا من أهل الإسلام لإسلامه وجهاده في الدين فقد بان أن الكلمة حق وهذا الخبر مروي في الصحاح بغير هذا اللفظ

  لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وقد فسرناه فيما سبق