شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 174 - الجزء 18

  ٤٤ - وَقَالَ # سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اَللَّهِ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ هذا حق لأن الإنسان إذا وقع منه القبيح ثم ساءه ذلك وندم عليه وتاب حقيقة التوبة كفرت توبته معصيته فسقط ما كان يستحقه من العقاب وحصل له ثواب التوبة وأما من فعل واجبا واستحق به ثوابا ثم خامره الإعجاب بنفسه والإدلال على الله تعالى بعلمه والتيه على الناس بعبادته واجتهاده فإنه يكون قد أحبط ثواب عبادته بما شفعها من القبيح الذي أتاه وهو العجب والتيه والإدلال على الله تعالى فيعود لا مثابا ولا معاقبا لأنه يتكافأ الاستحقاقان.

  ولا ريب أن من حصل له ثواب التوبة وسقط عنه عقاب المعصية خير ممن خرج من الأمرين كفافا لا عليه ولا له