شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 188 - الجزء 18

  وكان يقال عليكم بالأدب فإنه صاحب في السفر ومؤنس في الوحدة وجمال في المحفل وسبب إلى طلب الحاجة.

  وقال بزرجمهر من كثر أدبه كثر شرفه وإن كان قبل وضيعا وبعد صيته وإن كان خاملا وساد وإن كان غريبا وكثرت الحاجة إليه وإن كان مقلا.

  وقال بعض الملوك لبعض وزرائه ما خير ما يرزقه العبد قال عقل يعيش به قال فإن عدمه قال أدب يتحلى به قال فإن عدمه قال مال يستتر به قال فإن عدمه قال صاعقة تحرقه فتريح منه العباد والبلاد.

  وقيل لبعض الحكماء متى يكون العلم شرا من عدمه قال إذا كثر الأدب ونقصت القريحة يعني بالقريحة العقل.

  فأما القول في المشورة فقد تقدم وربما ذكرنا منه نبذا فيما بعد