شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 189 - الجزء 18

  ٥٣ - اَلصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ النوع الأول أشق من النوع الثاني لأن الأول صبر على مضرة نازلة والثاني صبر على محبوب متوقع لم يحصل وقد تقدم لنا قول طويل في الصبر.

  سئل بزرجمهر في بليته عن حاله فقال هون علي ما أنا فيه فكري في أربعة أشياء أولها أني قلت القضاء والقدر لا بد من جريانهما والثاني أني قلت إن لم أصبر فما أصنع والثالث أني قلت قد كان يجوز أن تكون المحنة أشد من هذه والرابع أني قلت لعل الفرج قريب.

  وقال أنو شروان جميع أمر الدنيا منقسم إلى ضربين لا ثالث لهما أما ما في دفعه حيلة فالاضطراب دواؤه وأما ما لا حيلة فيه فالصبر شفاؤه