شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

محمد بن جعفر والمنصور

صفحة 262 - الجزء 18

  ٩٩ - وَقَالَ #: وَقَدْ رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَخْشَعُ لَهُ اَلْقَلْبُ وَتَذِلُّ بِهِ اَلنَّفْسُ وَيَقْتَدِي بِهِ اَلْمُؤْمِنُونَ إِنَّ اَلدُّنْيَا وَاَلآْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ فَمَنْ أَحَبَّ اَلدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ اَلآْخِرَةَ وَعَادَاهَا وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ اَلْمَشْرِقِ وَاَلْمَغْرِبِ وَمَاشٍ بَيْنَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ اَلآْخَرِ وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ قد تقدم القول في هذا الباب وذكرنا أن الحكماء والعارفين فيه على قسمين منهم من آثر لبس الأدنى على الأعلى ومنهم من عكس الحال وكان عمر بن الخطاب من أصحاب المذهب الأول وكذلك أمير المؤمنين وهو شعار عيسى ابن مريم # كان يلبس الصوف وغليظ الثياب وكان رسول الله ÷ يلبس النوعين جميعا وأكثر لبسه كان الجيد من الثياب مثل أبراد اليمن وما شاكل ذلك وكانت ملحفته مورسة حتى أنها لتردع على جلده كما جاء في الحديث.

  ورئي محمد بن الحنفية # واقفا بعرفات على برذون أصفر وعليه مطرف خز أصفر وجاء فرقد السبخي إلى الحسن وعلى الحسن مطرف خز فجعل ينظر إليه وعلى فرقد ثياب صوف فقال الحسن ما بالك تنظر إلي وعلي ثياب أهل الجنة