شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

محمد بن جعفر والمنصور

صفحة 264 - الجزء 18

  ١٠٠ - إِنَّ اَلدُّنْيَا وَاَلآْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ فَمَنْ أَحَبَّ اَلدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ اَلآْخِرَةَ وَعَادَاهَا وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ اَلْمَشْرِقِ وَاَلْمَغْرِبِ وَمَاشٍ بَيْنَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ اَلآْخَرِ وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ هذا الفصل بين في نفسه لا يحتاج إلى شرح وذلك لأن عمل كل واحد من الدارين مضاد لعمل الأخرى فعمل هذه الاكتساب والاضطراب في الرزق والاهتمام بأمر المعاش والولد والزوجة وما ناسب ذلك وعمل هذه قطع العلائق ورفض الشهوات والانتصاب للعبادة وصرف الوجه عن كل ما يصد عن ذكر الله تعالى ومعلوم أن هذين العملين متضادان فلا جرم كانت الدنيا والآخرة ضرتين لا يجتمعان