فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم
  فقدنا عميد الحي والركن خاشع ... كفقد أبي عثمان والبيت والحجر
  وكان هشام بن المغيرة عصمة ... إذا عرك الناس المخاوف والفقر
  بأبياته كانت أرامل قومه ... تلوذ وأيتام العشيرة والسفر
  فودت قريش لو فدته بشطرها ... وقل لعمري لو فدوه له الشطر
  نقول لعمرو أنت منه وإننا ... لنرجوك في جل الملمات يا عمرو
  عمرو هذا هو أبو جهل بن هشام وأبو عثمان هو هشام.
  وقالت ضباعة بنت عامر بن سلمة بن قرط ترثيه:
  إن أبا عثمان لم أنسه ... وإن صبرا عن بكاه لحوب
  تفاقدوا من معشر ما لهم ... أي ذنوب صوبوا في القليب
  وقال حسان بن ثابت وهو يهجو أبا جهل وكان يكنى أبا الحكم:
  الناس كنوه أبا حكم ... والله كناه أبا جهل
  أبقت رئاسته لأسرته ... لؤم الفروع ودقة الأصل
  فاعترف له بالرئاسة والتقدم.
  وقال أبو عبيد معمر بن المثنى لما تنافر عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة إلى هرم بن قطبة وتوارى عنهما أرسل إليهما عليكما بالفتى الحديث السن الحديد الذهن فصارا إلى أبي جهل فقال له ابن الزبعرى:
  فلا تحكم فداك أبي وخالي ... وكن كالمرء حاكم آل عمرو