شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم

صفحة 308 - الجزء 18

  قالوا ولنا شريك رسول الله ÷ وهو عبد الله بن السائب بن أبي السائب واسم أبي السائب صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كان شريك النبي ÷ في الجاهلية فجاءه يوم الفتح فقال له أتعرفني قال ألست شريكي قال بلى قال لقد كنت خير شريك لا تشاري ولا تماري.

  قالوا ومنا الأرقم بن أبي الأرقم الذي استتر رسول الله في داره بمكة في أول الدعوة واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

  ومنا أبو سلمة بن عبد الأسد واسمه عبد الله وهو زوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول الله ÷ شهد أبو سلمة بدرا وكان من صلحاء المسلمين.

  قالوا لنا هبيرة بن أبي وهب كان من الفرسان المذكورين وابنه جعدة بن هبيرة وهو ابن أخت علي بن أبي طالب # أمه أم هانئ بنت أبي طالب وابنه عبد الله بن جعدة بن هبيرة هو الذي فتح القهندر وكثيرا من خراسان فقال فيه الشاعر:

  لو لا ابن جعدة لم تفتح قهندركم ... ولا خراسان حتى ينفخ الصور

  قالوا ولنا سعيد بن المسيب الفقيه المشهور وأما الجواد المشهور فهو الحكم بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.

  وقد اختصرنا واقتصرنا على من ذكرنا وتركنا كثيرا من رجال مخزوم خوف الإسهاب.

  وينبغي أن يقال في الجواب إن أمير المؤمنين # لم يقل هذا الكلام احتقارا لهم ولا استصغارا لشأنهم ولكن أمير المؤمنين # كان أكثر همة يوم المفاخرة أن يفاخر بني عبد شمس لما بينه وبينهم فلما ذكر مخزوما بالعرض قال فيهم ما قال ولو كان يريد مفاخرتهم لما اقتصر لهم على ما ذكره عنهم على أن أكثر هؤلاء الرجال إسلاميون بعد عصر علي # وعلي # إنما يذكر من قبله لا من يجيء بعده.