شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم

صفحة 315 - الجزء 18

  ١٢١ - وَقَالَ # عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ اَلْفَقْرَ اَلَّذِي مِنْهُ هَرَبَ وَيَفُوتُهُ اَلْغِنَى اَلَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ فَيَعِيشُ فِي اَلدُّنْيَا عَيْشَ اَلْفُقَرَاءِ وَيُحَاسَبُ فِي اَلآْخِرَةِ حِسَابَ اَلْأَغْنِيَاءِ وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ اَلَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اَللَّهِ وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اَللَّهِ وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ اَلْمَوْتَ وَهُوَ يَرَى مَنْ يَمُوتُ اَلْمَوْتَى وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ اَلنَّشْأَةَ اَلْأُخْرَى وَهُوَ يَرَى اَلنَّشْأَةَ اَلْأُولَى وَعَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ اَلْفَنَاءِ وَتَارِكٍ دَارَ اَلْبَقَاءِ قال أعرابي الرزق الواسع لمن لا يستمتع به بمنزلة الطعام الموضوع على قبر ورأى حكيم رجلا مثريا يأكل خبزا وملحا فقال لم تفعل هذا قال أخاف الفقر قال فقد تعجلته فأما القول في الكبر والتيه فقد تقدم منه ما فيه كفاية وقال ابن الأعرابي ما تاه على أحد قط أكثر من مرة واحدة أخذ هذا المعنى شاعر فقال وأحسن:

  هذه منك فإن عدت ... إلى الباب فمني

  وقد تقدم من كلامنا في نظائر هذه الألفاظ المذكورة ما يغني عن الإطالة هاهنا