فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم
  قال ما أدري ما هو قال فأصبت بمالك قال لا قال فرزئت بولدك قال لا فقال # إن الله ليكره العفريت النفريت الذي لا يرزأ في ولده ولا يصاب في ماله وجاء في بعض الآثار أشد الناس حسابا الصحيح الفارغ وفي حديث حذيفة ¥ إن أقر يوم لعيني ليوم لا أجد فيه طعاما سمعت رسول الله ÷ يقول إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالطعام وإن الله يحمي عبده المؤمن كما يحمي أحدكم المريض من الطعام وفي الحديث المرفوع أيضا إذا أحب الله عبدا ابتلاه فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه قالوا وما اقتناؤه قال ألا يترك له مالا ولا ولدا
  مر موسى # برجل كان يعرفه مطيعا لله قد مزقت السباع لحمه وأضلاعه وكبده ملقاة فوقف متعجبا فقال أي رب عبدك المطيع لك ابتليته بما أرى فأوحى الله إليه أنه سألني درجة لم يبلغها بعمله فجعلت له بما ترى سبيلا إلى تلك الدرجة وجاء في الحديث أن زكريا لم يزل يرى ولده يحيى مغموما باكيا مشغولا بنفسه فقال يا رب طلبت منك ولدا أنتفع به فرزقتنيه لا نفع لي فيه فقال له إنك طلبته وليا والولي لا يكون إلا هكذا مسقاما فقيرا مهموما.
  وقال سفيان الثوري كانوا لا يعدون الفقيه فقيها من لا يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.
  جابر بن عبد الله يرفعه يود أهل العافية يوم القيامة أن لحومهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء