قصة التحكيم ثم ظهور أمر الخوارج
  عمرو بن العاص إنه قد كانت بيننا وبينكم أمور للدين أو الدنيا فإن تكن للدين فقد والله أعذرنا وأعذرتم وإن تكن للدنيا فقد والله أسرفنا وأسرفتم وقد دعوناكم إلى أمر لو دعوتمونا إليه لأجبناكم فإن يجمعنا وإياكم الرضا فذاك من الله فاغتنموا هذه الفرصة عسى أن يعيش فيها المحترف وينسى فيها القتيل فإن بقاء المهلك بعد الهالك قليل.
  فأجابه سعد بن قيس الهمداني فقال أما بعد يا أهل الشام إنه قد كانت بيننا وبينكم أمور حامينا فيها على الدين والدنيا وسميتموها غدرا وسرفا وقد دعوتمونا اليوم إلى ما قاتلناكم عليه أمس ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم وأهل الشام إلى شامهم بأمر أجمل من أن يحكم فيه بما أنزل الله سبحانه فالأمر في أيدينا دونكم وإلا فنحن نحن وأنتم أنتم.
  فقام الناس إلى علي # فقالوا له أجب القوم إلى المحاكمة قال ونادى إنسان من أهل الشام في جوف الليل بشعر سمعه الناس وهو:
  رءوس العراق أجيبوا الدعاء ... فقد بلغت غاية الشده
  وقد أودت الحرب بالعالمين ... وأهل الحفائظ والنجده
  فلسنا ولستم من المشركين ... ولا المجمعين على الرده
  ولكن أناس لقوا مثلهم ... لنا عدة ولكم عده